“سعر الذهب يهوي إلى أدنى مستوى شهري جديد ويبدو مُتجهًا لتسجيل خسائر أسبوعية فادحة.
مراهنات خفض الفائدة من الفيدرالي والدولار الضعيف لا تُقدّم دعمًا يُذكر لزوج XAU/USD أو تُوقف الانخفاض.
يتطلع المتداولون لإصدار مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأمريكي (PCE) بحثًا عن دافع اتجاهي جديد.”
سعر الذهب (XAU/USD) يواصل هبوطه الثابت خلال النصف الأول من جلسة التداول الأوروبية يوم الجمعة، ويهبط إلى منطقة 3282-3283 دولارًا، مسجلاً أدنى مستوى شهري جديد في الساعة الأخيرة. التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران لا يزال يدعم معنويات السوق الإيجابية، وهو ما يُعتبر بدوره عاملًا يقلل الطلب على السلعة الآمنة (الذهب). بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يُعزى الهبوط إلى بعض عمليات إعادة التموضع قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية.
من المقرر إصدار مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) للولايات المتحدة لاحقًا اليوم، والذي من المتوقع أن يقدم مؤشرات حول مسار خفض أسعار الفائدة من الفيدرالي الأمريكي. وهذا بدوره سيلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على تحركات سعر الدولار الأمريكي (USD)، كما سيوفر زخمًا واضحًا لسعر الذهب الذي لا يُدر عائدًا. في غضون ذلك، تستمر المخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي ومراهنات خفض الفائدة في إبقاء الدولار تحت الضغط قرب أدنى مستوياته في سنوات، رغم أن ذلك لم يدعم زوج XAU/USD.
نشرة يومية: تحركات السوق – تحيز البيع على الذهب مستمر دون هوادة وسط معنويات السوق الإيجابية
أظهر التقدير الثالث والأخير الصادر عن وزارة التجارة يوم الخميس أن الاقتصاد الأمريكي انكمش أكثر مما كان متوقعًا سابقًا في بداية عام 2025 بسبب تراجع الإنفاق الاستهلاكي واضطرابات مرتبطة بالتعريفات الجمركية. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي (GDP) بمعدل سنوي قدره 0.5% خلال الفترة من يناير إلى مارس، وهو انخفاض أكبر من المعدل البالغ 0.2% المذكور في التقدير الثاني.
وفي سياق منفصل، كشف تقرير صادر عن وزارة العمل الأمريكية انخفاض عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات إعانة البطالة لأول مرة بمقدار 10,000 إلى 236,000 طلب (بعد التعديل الموسمي) للأسبوع المنتهي في 21 يونيو. ومع ذلك، ارتفعت طلبات الإعانة المستمرة بمقدار 37,000 إلى 1.974 مليون للأسبوع المنتهي في 14 يونيو، مسجلة أعلى مستوى منذ نوفمبر 2021، مما يشير إلى تباطؤ في سوق التوظيف.
وأثارت هذه البيانات تكهنات بأن معدل البطالة الأمريكي قد يرتفع إلى 4.3% على الأقل في يونيو مقارنة بـ4.2% في مايو، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى استئناف دورة خفض أسعار الفائدة في يوليو وخفض تكاليف الاقتراض أكثر بحلول نهاية العام. ويؤثر هذا التوقع سلبًا على الدولار الأمريكي الذي هبط إلى أدنى مستوى منذ مارس 2022، بينما قد يستمر في دعم سعر الذهب الذي لا يدر عائدًا.
وينتظر المستثمرون الآن بيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) التي ستصدر يوم الجمعة للحصول على مزيد من المؤشرات حول مسار خفض الفائدة. وتشير التقديرات إلى ارتفاع شهري بنسبة 0.1% في المؤشر الأساسي وزيادة سنوية بنسبة 2.6% في مايو. وإذا جاءت البيانات أقوى من المتوقع، فقد تدعم نهج “الانتظار والترقب” الذي يتبناه رئيس الفيدرالي جيروم باول بشأن خفض الفائدة، مما يعزز الدولار.
وفي هذا الصدد، أكد باول هذا الأسبوع أن الفيدرالي في وضع جيد يسمح له بالانتظار قبل خفض أسعار الفائدة حتى يتضح تأثير التعريفات الجمركية المرتفعة على أسعار المستهلكين. وأثارت تصريحاته انتقادات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يطالب بخفض أسعار الفائدة. كما تشير تقارير إلى أن ترامب يفكر في تعيين خليفة لباول بحلول سبتمبر أو أكتوبر.
وتزيد هذه التطورات من المخاوف بشأن تآكل استقلالية الفيدرالي، مما قد يحد من أي رد فعل إيجابي فوري للدولار تجاه بيانات التضخم المهمة. وهذا يعني أن المسار الأسهل لزوج الذهب مقابل الدولار (XAU/USD) هو الصعود، وأن أي انخفاض إضافي قد يُنظر إليه كفرصة شراء.
انخفاض سعر الذهب دون مستوى 3300 دولار يعزز احتمالية استمرار المسار الهبوطي

من منظور فني، يمكن اعتبار الانزلاق دون متوسط 200 فترة المتحرك البسيط (SMA) على الرسم البياني للأربع ساعات كمحفز جديد لهبوط زوج XAU/USD، خاصة في ظل اختراق قناة الصعود قصيرة الأجل هذا الأسبوع. ونظراً لأن مؤشرات التذبذب على الرسم اليومي بدأت للتو في اكتساب زخم سلبي، قد يتسارع هبوط الذهب نحو منطقة 3245 دولاراً قبل أن يصل إلى دعم أفقي عند 3210-3200 دولار ومن ثم منطقة 3175 دولاراً.
على الجانب الآخر، تبدو منطقة 3324-3325 دولاراً الآن عائقاً أمامياً مباشراً يسبق قمة التأرجح الأخيرة عند 3350 دولاراً تقريباً. تليها نقطة اختراق دعم القناة الصاعدة حول 3368-3370 دولاراً، والتي من المتوقع أن تحد من أي مكاسب إضافية للذهب. ومع ذلك، فإن استمرار الصعود فوق هذه المستويات قد يمكن الزوج من استعادة مستوى 3400 دولار. أي شراء متتابع بعد ذلك سينفي التوقعات السلبية ويحول التحيز لصالح المشترين.