يشهد سوق الذهب تقلبات أعلى، مع الحفاظ على مستوى دعم أولي عند 3300 دولار للأونصة، بينما يواصل المستثمرون التعامل مع عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي. ومع ذلك، قال أحد استراتيجيي السوق إن الذهب لا يزال لديه مجال لمزيد من الارتفاع كونه أحد الأصول الآمنة الجذابة.
في أحدث تقرير له عن الذهب، ذكر برنار داداه، المحلل السلعي في بنك ناتيكسيس، أنه ليس من المستغرب أن ينخفض الذهب من أعلى مستوياته القياسية الأخيرة عند 3500 دولار للأونصة، بعد أن خفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التعريفات الجمركية المتبادلة العالمية، مفرضًا رسمًا أساسيًا بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة.
في الوقت نفسه، أبدى ترامب أيضًا اهتمامًا بالتفاوض مع الصين، مما قد يؤدي إلى تخفيض التعريفات الجمركية البالغة 145% على الواردات الصينية.
ورغم أن بعض التوترات قد خفت، قال داداه إنها لم تختفِ تمامًا، مضيفًا أن أي صراع جديد سيدعم الذهب وربما يدفع الأسعار إلى 4000 دولار للأونصة.
وأشار إلى أن المؤشر الرئيسي الذي يجب على المستثمرين مراقبته هو سوق السندات الأمريكية وصناديق أسواق المال (MMFs)، حيث تصبح تكلفة الفرصة البديلة للذهب أقل أهمية مقارنة بدوره كملاذ آمن.
وقال داداه في التقرير: *”بينما يهز ترامب النظام العالمي ويبدو أنه يخنق العولمة، فإن دور الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية كأصول آمنة يضعف. تشير البيانات الحديثة إلى أكبر عمليات سحب من صناديق أسواق المال الأمريكية (الرسم البياني 07، -125 مليار دولار، الأسبوع المنتهي في 16 أبريل) منذ الأزمة المالية، مما يعكس انعدام الثقة في سندات الخزانة الأمريكية. نرى أن هذا قد أفاد الذهب في ظل تصاعد الاعتقاد بأنه الملاذ الآمن ‘التقليدي’ الوحيد المتبقي.”*
وأضاف: “في رأينا، أي استمرار في عمليات السحب من صناديق أسواق المال يمكن أن يفيد الذهب ويقوده في النهاية إلى تجاوز 4000 دولار للأونصة بنهاية العام. لكن في النهاية، سيؤدي هذا إلى إبطاء نمو أسعار الذهب. لذلك، نتوقع أن يبلغ متوسط السعر 3150 دولارًا للأونصة خلال العام الحالي و3360 دولارًا في 2026.”
بالنظر إلى الجانب السلبي للذهب في البيئة الحالية، قال داداه إنه يبدو أن المعدن النفيس يشكل دعمًا قويًا جديدًا عند 3000 دولار للأونصة.
وأضاف: “ما زال الأمر مبكرًا، لكن إذا بدأت الصين في بيع مستمر لحصتها من سندات الخزانة الأمريكية، أو إذا استمرت عمليات السحب من صناديق أسواق المال الأمريكية بسبب فقدان سندات الخزانة لمكانتها كملاذ آمن، فقد يتشكل هذا الدعم.”
إلى جانب تقلبات سوق السندات الأمريكية، نبه داداه مستثمري الذهب إلى ضرورة مراقبة الطلب الصيني. فبينما ارتفع الطلب الاستثماري الغربي على الذهب في الأشهر الأخيرة، أكد أن الطلب الصيني لا يزال هو المحرك الرئيسي للسعر.
وقال: “في ظل تهديدات ترامب بالتعريفات، زادت شهية الصين للذهب بشكل حاد. وهذا ينعكس سريعًا على العلاوة في سعر الذهب في شنغهاي، التي سجلت مستوى قياسيًا عند 137 دولارًا للأونصة (الرسم البياني 04) خلال تهديدات ترامب. ورغم انخفاض العلاوة إلى حوالي 62 دولارًا للأونصة، إلا أنها لا تزال مرتفعة مقارنة بمتوسط 15 عامًا البالغ 5 دولارات، مما يشير إلى شهية صينية قوية
المصدر: kitco