سعر الأونصة: 13,463.14 ريال سعودي ▲ 0.00% | سعر سبيكة الذهب 100 جرام: 43,284.96 ريال سعودي ▲ 0.00% | سعر جنيه الذهب: 3,462.80 ريال سعودي ▲ 0.00% | سعر جرام الذهب عيار 24: 432.85 ريال سعودي ▲ 0.00% | سعر جرام الذهب عيار 21: 378.74 ريال سعودي ▲ 0.00% | سعر جرام الذهب عيار 21: 378.74 ريال سعودي ▲ 0.00% |
تخطى إلى المحتوى

معلومات عن الذهب

  • بواسطة
معلومات عن الذهب

كومة من السبائك الذهبية الخالصة محفوظة للتداول والاستثمار. الذهب معدن ثمين يُعرف بلونه الأصفر البراق وهو عنصر كيميائي رمزه Au وعدده الذرّي 79. يتميّز بكثافة مرتفعة وقابلية عالية للسحب والطرق، مما يسمح بتشكيله إلى صفائح أو أسلاك رفيعة دون أن ينكسر.

كما يصنّف الذهب ضمن المعادن النفيسة نظرًا لمقاومته للتآكل وعدم تفاعله مع معظم المواد الكيميائية، فهو لا يصدأ أو يفقد لمعانه مع الزمن. يستعرض هذا المقال معلومات عن الذهب تشمل نبذة من تاريخه عبر العصور، وأهم خصائصه الفيزيائية والكيميائية، وأنواعه (مثل الذهب الأصفر والأبيض والوردي، والفرق بين الذهب الخالص والمخلوط)، إضافة إلى استخداماته في المجوهرات والاستثمار والصناعة والطب، وكيفية استخراجه وتكريره، وشرح مبسّط لمفهوم عيارات الذهب المختلفة ومدلول نسبة النقاء في كل منها.

نبذة تاريخية عن الذهب واستخداماته عبر العصور

اكتشف الإنسان الذهب واستعمله للزينة منذ عصور ما قبل التاريخ. عُثر على رقائق صغيرة من الذهب في كهوف تعود للعصر الحجري القديم (حوالي 40000 سنة قبل الميلاد) مما يشير إلى أن البشر الأوائل قد عرفوا هذا المعدن القيّم مبكرًا. في الحضارات القديمة أصبح الذهب رمزًا للثراء والسلطة ومادة ثمينة للزينة والطقوس الدينية. على سبيل المثال، اعتبر المصريون القدماء الذهب معدنًا مقدسًا حتى أطلقوا عليه لقب “لحم الآلهة”، واستخدموه في تزيين المعابد وصنع حُليّ الفراعنة وتعويذات دفن الموتى.

بحلول حوالي 3000 قبل الميلاد كان المصريون قد بدأوا استخراج الذهب من مناجم بالصحراء الشرقية ووثّقوا ذلك برسم خرائط لمواقع المناجم وتوضعات الذهب في أرجاء مصر القديمة. كذلك اشتهرت حضارات أخرى قديمة بحيازة الذهب كالحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين وحضارات وادي السند والصين، حيث استُخدم الذهب في صناعة المجوهرات وكنوز الملوك وفي الأغراض الدينية.

مع تطور التجارة، بدأ استخدام الذهب كنقود معيارية ذات قيمة. يُنسب إلى مملكة ليديا في آسيا الصغرى (تركيا حاليًا) سكّ أول عملات ذهبية في التاريخ حوالي سنة 700 قبل الميلاد. كانت تلك العملات تصنع من الإلكتروم (خليط طبيعي من الذهب والفضة بنسبة نحو 63% ذهب). ساعدت هذه الخطوة على تسهيل التجارة وانتشرت فكرة استخدام الذهب كعملة نقدية في الحضارات اللاحقة كاليونان وروما ثم في الدولة الإسلامية (الدينار الذهبي) وغيرها. خلال العصور الوسطى سعى الخيميائيون لتحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب دون جدوى.

وفي الأزمنة الحديثة أدى البحث عن الذهب إلى حملات استكشاف كبيرة مثل حمى الذهب في القرن التاسع عشر في كاليفورنيا وأستراليا. كما اعتمدت الاقتصادات العالمية على الذهب كأساس للمعيار النقدي (قاعدة الذهب) حتى القرن العشرين، حيث كان يُستخدم لربط قيمة العملات. وبالرغم من انتهاء معيار الذهب رسميًا، لا يزال الذهب حتى اليوم يحتفظ بمكانته كخزان للقيمة ورمز للثراء في جميع أنحاء العالم.

الخصائص الفيزيائية والكيميائية للذهب

يتميز الذهب بمجموعة من الخواص الفيزيائية الفريدة. فهو معدن ذو لون أصفر لامع مائل قليلاً إلى الحمرة، وهذا اللون المميّز ناتج عن تركيبة إلكترونية فريدة في ذراته. الذهب معدن كثيف جدًا؛ تبلغ كثافته حوالي 19.3 غرام/سم³، أي أنه من أكثر الفلزات كثافة (لمقارنة بسيطة: كثافة الرصاص حوالي 11.3 غ/سم³). كما أنه معدن لين نسبيًا على الرغم من كثافته، فدرجة صلادته على مقياس موس حوالي 2.5 إلى 3 فقط، وهذا يعني أنه قابل للخدش بسهولة نسبية. لكن في المقابل يتمتع الذهب بقدرة عالية على الطرق والسحب؛ إذ يمكن طرق كميات صغيرة منه لتحويلها إلى صفائح رقيقة جدًا.

على سبيل المثال، غرام واحد فقط من الذهب يمكن طرقه ليصبح ورقة مساحتها تقارب مترًا مربعًا كاملاً، بل ويمكن جعل تلك الورقة رقيقة لدرجة شبه شفافة. هذه الخاصية تجعل الذهب أكثر المعادن قابلية للطرق والتشكيل، ويُستفاد من ذلك في تشكيل حلي دقيقة التفاصيل وفي تذهيب الأشياء حيث تُستعمل أوراق الذهب بالغة الرقة. كذلك الذهب موصل ممتاز للحرارة والكهرباء (أفضل من معظم الفلزات الأخرى عدا الفضة والنحاس) مع احتفاظه بخاصية مقاومة التآكل، مما يجمع بين النقل الكهربائي العالي ومقاومة الصدأ في آن واحد.

أما من ناحية الخواص الكيميائية، فالذهب عنصر خامل نبيل كيميائيًا. لا يتفاعل الذهب مع الأكسجين أو الرطوبة في الجو، لذا فهو لا يصدأ ولا يفقد بريقه بمرور الزمن. كذلك لا تؤثر معظم الأحماض الشائعة على الذهب ولا تذيبها، بما في ذلك حمض الكبريتيك وحمض الهيدروكلوريك وحمض النيتريك المنفرد. هذه الخواص تجعل الذهب يصنّف كأحد المعادن النبيلة التي تقاوم التآكل. المذيب الوحيد الشهير للذهب هو الماء الملكي (وهو خليط من حمض النيتريك وحمض الهيدروكلوريك بنسبة 1:3) حيث يتفاعل مع الذهب ويذيبه نتيجة قدرته على توليد أيونات خاصة تهاجم الذهب.

أيضًا يمكن لبعض المواد الكيميائية القوية جدًا تفاعل مع الذهب مثل السيانيد في ظل شروط خاصة أو تفاعلات الهالوجينات عند درجات حرارة عالية، لكن في الظروف العادية يظل الذهب مستقراً كيميائيًا. وبفضل هذا الخمول الكيميائي ومقاومة التآكل، ظلَّت قطع الذهب الأثرية محافظة على بريقها عبر آلاف السنين دون أن تصدأ أو تتآكل.

أنواع الذهب: الأصفر والأبيض والوردي، والذهب الخالص والمخلوط

يأتي الذهب المستخدم في المجوهرات بعدة ألوان وأنواع تعتمد على تكوين السبيكة المعدنية ونسبة الذهب الخالص فيها. يمكن تصنيف الأنواع الشائعة للذهب كالتالي:

  • الذهب الخالص (عيار 24): هو الذهب النقي بنسبة 99.9% تقريبًا دون أية معادن أخرى مخلوطة. لونه أصفر لامع طبيعي، ويُعد الأكثر قيمة من حيث نقاء المعدن. الذهب الخالص معدن لين جدًا، لذا نادرًا ما تُصنع منه المجوهرات بشكل مباشر لأنه قد ينثني أو يخدش بسهولة. بدلًا من ذلك يُمزج عادةً مع معادن أخرى (أي يصبح ذهبًا مخلوطًا) لمنحه صلابة ومتانة أكبر عند صناعة الحُليّ.
  • الذهب الأصفر: يُقصد به سبائك الذهب ذات اللون الأصفر التقليدي. هذه السبيكة تكون عبارة عن ذهب مخلوط بمعادن أخرى مثل النحاس والفضة ولكن بنسب مدروسة للحفاظ على اللون الأصفر القريب من الذهب النقي.فمثلاً الذهب عيار 21 أو 18 قيراط يظهر بلون أصفر لأنه يحتوي نسبة كبيرة من الذهب مع قليل من الفضة والنحاس. الذهب الأصفر شائع جدًا في صناعة المجوهرات التقليدية لأنه يجمع بين لون الذهب المحبوب وصلابة أعلى من الذهب الخالص.
  • الذهب الأبيض: هو ذهب مخلوط بعناصر معدنية ذات لون أبيض مثل النيكل أو البلاديوم. إضافة هذه المعادن تغير لون السبيكة من الأصفر إلى لون أبيض فضي. يستعمل الذهب الأبيض كثيرًا في خواتم الخطوبة والزفاف نظرًا لشبه لونه بلون البلاتين أو الفضة مع حفاظه على قيمة الذهب.غالبًا يتم طلاء الذهب الأبيض بالروديوم لإعطائه لمعة وبريقًا إضافيًا ولحمايته من الخدش، لأن لون الذهب الأبيض الأساسي قد يكون مائلاً للصفرة الباهتة قليلًا. تجدر الإشارة إلى أن النيكل استُخدم قديمًا في خلائط الذهب الأبيض لكنه قلَّ استخدامه بسبب إمكانية تسببه بحساسية الجلد، وحلّ محلّه معدن البلاديوم في كثير من السبائك.
  • الذهب الوردي: يُعرف أيضًا باسم الذهب الأحمر، وهو ذهب مخلوط بنسبة عالية من النحاس مع قليل من الفضة. يمنح النحاس السبيكة لونًا ورديًا مائلًا للأحمر يزداد عمقًا بارتفاع نسبة النحاس. يشتهر الذهب الوردي بجمال لونه الدافئ والهادئ، وقد ازداد رواجًا في صناعة المجوهرات الحديثة كخيار بديل عن الأصفر والأبيض. كلما ارتفعت نسبة النحاس قلَّ عيار السبيكة؛ فمثلًا ذهب عيار 18 قد يكون ورديًا إذا احتوى حوالي 22% نحاسًا (مع 75% ذهب والباقي فضة) وهكذا. عمومًا الذهب الوردي أكثر صلابة بقليل من الذهب الأصفر الخالص نتيجة وجود النحاس، ويستخدم في الخواتم والسلاسل وغيرها، وغالبًا ما يكون عيار 18 أو 21.

جدير بالذكر أن هناك ألوان أخرى أقل شيوعًا لسبائك الذهب يمكن الحصول عليها بخلط عناصر مختلفة بنسب معينة، مثل الذهب الأخضر (بمزج الذهب مع الفضة فقط بنسبة معينة) أو الذهب الأزرق (بمزج الذهب مع الحديد) وغيرها، لكنها نادرة الاستخدام وتبقى الأنواع الأساسية المذكورة (الأصفر والأبيض والوردي) هي الأكثر انتشارًا.

في جميع الأحوال، يعتمد لون وخواص الذهب بشكل كبير على نوع المعدن المخلوط معه ونسبة ذلك في السبيكة، وهذا يقودنا إلى مفهوم عيار الذهب الذي يحدد نسبة الذهب الخالص في أي قطعة ذهبية.

استخدامات الذهب في المجوهرات والاستثمار والصناعة والطب

قلادة ذهبية عيار 18 قيراط مرصّعة بالألماس تُظهر جمال الذهب الأصفر في المجوهرات. للذهب استخدامات عديدة تمتد عبر مجالات مختلفة بفضل خصائصه المميزة كاللمعان ومقاومة التآكل والموصلية العالية. بشكل تقريبي، يُقدّر أن حوالي 90٪ من استهلاك الذهب العالمي يذهب إلى صناعة الحُليّ والزينة والاستثمار المالي، بينما يُخصّص نحو 10٪ فقط للاستخدامات الصناعية والطبية وغيرها. فيما يلي نظرة على أبرز مجالات استخدام الذهب:

  • في صناعة المجوهرات والزينة: يمثل هذا المجال الاستخدام الأكبر للذهب بلا منازع. يُصاغ الذهب منذ آلاف السنين في هيئة حُليّ ثمينة مثل الخواتم والأساور والقلائد وغيرها نظرًا لجمال بريقه وقابليته للتشكيل. تُستخدم سبائك ذهب مختلفة العيارات (عادة من 18 قيراط فما فوق) في صناعة المجوهرات، حيث يُمزج الذهب بمعادن أخرى لمنحه متانة وألوانًا متنوعة كما ذكرنا آنفًا. وتتميز المجوهرات الذهبية بأنها تحفظ قيمتها على المدى الطويل، مما يجعلها أيضًا ادخارًا واستثمارًا بجانب كونها زينة. بالإضافة إلى الحُليّ، استخدم الذهب قديمًا في تزيين العمارة (تذهيب القباب وزخرفة المعابد) وصناعة التحف الفنية والقطع الملكية كالتيجان والسيوف المذهبة نظرًا لقيمته ورمزيته الملكية.
  • كملاذ مالي واستثمار: يُعد الذهب أصلًا استثماريًا واستراتيجيًا مهمًا يحتفظ بقيمته عبر الزمن. يقوم الأفراد والدول بشراء الذهب على شكل سبائك أو قطع نقدية أو حتى مجوهرات بهدف الادخار والتحوّط ضد تقلبات الاقتصاد. تحتفظ البنوك المركزية حول العالم بخزائن من سبائك الذهب كجزء من احتياطاتها النقدية لضمان الثقة بالعملة. أيضًا يتداول المستثمرون الذهب في أسواق السلع العالمية، إذ يرتفع الطلب عليه في أوقات الأزمات الاقتصادية باعتباره ملاذًا آمنًا. وقد شهدنا تاريخيًا ارتفاعًا في أسعار الذهب خلال فترات عدم الاستقرار المالي. كما أصبح الاستثمار في الذهب متاحًا بشكل غير مباشر عبر صناديق المؤشرات أو الأسهم المرتبطة بصناعة تعدين الذهب، مما يسهّل على المستثمرين الاستفادة من قيمة الذهب دون حيازته فعليًا.
  • في الصناعات الإلكترونية والتقنية: يدخل الذهب الصناعي في تطبيقات تقنية عديدة مستفيدًا من خواصه مثل الموصلية الكهربائية الفائقة ومقاومة التآكل. يُستخدم الذهب في تصنيع مكونات إلكترونية دقيقة لا يمكن أن تصدأ أو تتعطل بسهولة، خصوصًا في الوصلات الكهربائية المطلية بالذهب لضمان توصيل ثابت. على سبيل المثال، تحتوي لوحات الدارات المطبوعة في الحواسيب والهواتف الذكية على طبقات رقيقة من الذهب عند نقاط التلامس لضمان أداء موثوق. في الحقيقة، يحوي كل هاتف محمول حديث كمية صغيرة من الذهب (حوالي 50 مليغرام في المتوسط)، ومع إنتاج مليارات الهواتف سنويًا يصبح إجمالي ما تستهلكه صناعة الإلكترونيات من الذهب كبيرًا جدًا. كذلك يستخدم الذهب في مكونات أجهزة الفضاء والطيران الحساسة؛ فالمركبات الفضائية والأقمار الصناعية تضم أجزاءً مطلية بالذهب لمقاومة التآكل في بيئة الفضاء القاسية. إضافة لذلك، أسلاك الذهب الرفيعة تُستخدم في توصيل شرائح أشباه الموصلات (عملية ربط الأسلاك في تصنيع الرقائق الإلكترونية) بسبب موثوقية الذهب وقدرته على تشكيل اتصالات كهربائية متينة ودقيقة.
  • في المجال الطبي وطب الأسنان: للذهب أيضًا دور مهم في الطب بفضل خواصه الحيوية الملائمة. تاريخيًا، استُخدمت مركبات الذهب منذ العصور القديمة في وصفات طبية تقليدية، لكن الاستخدام العلمي الحديث أكثر تحديدًا. في طب الأسنان، كانت سبائك الذهب تُستخدم في حشوات الأسنان والتيجان والجسور السنية نظرًا لعدم تفاعلها في الفم ولسهولة تشكيلها ومتانتها، ولا يزال البعض يفضّل حشوات وتيجان الذهب رغم ارتفاع التكلفة.حاليًا قلّ الاعتماد على الذهب في الأسنان تجنبًا للكلفة والمظهر، لكنه يبقى خيارًا متاحًا خاصةً في تعويضات الأسنان الخلفية. إلى جانب ذلك، لبعض مركبات الذهب استخدامات علاجية؛ فهناك أدوية تحوي مركبات ذهبية تستخدم في علاج بعض الحالات الروماتيزمية (مثل التهاب المفاصل الروماتويدي) حيث تُعرف بخواصها المضادة للالتهاب. أيضًا يُستخدم نظير الذهب المشع Au-198 في بعض العلاجات الإشعاعية الموجهة لعلاج أنواع من السرطان، نظرًا لقدرته على إطلاق إشعاعات تدمر الخلايا السرطانية في نطاق محدد.يتميز الذهب بأنه خامل حيويًا (أي لا يتفاعل مع أنسجة الجسم)، مما جعله أيضًا مناسبًا لتصنيع بعض الأدوات الطبية المزروعة أو الأطراف الصناعية الدقيقة. وإضافةً إلى ما سبق، يدخل الذهب في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة لدى بعض المنتجات الحديثة، حيث يُروج لخواصه المضادة للأكسدة، وإن كان ذلك ضمن نطاق الرفاهية أكثر منه ضرورة طبية.

كيفية استخراج الذهب من المناجم وتكريره

يُعتبر الذهب قليل الوجود نسبيًا في القشرة الأرضية، وعادةً ما يوجد مختلطًا بمعادن وصخور أخرى فيما يُعرف بخامات الذهب. لذلك يتطلب استخراج الذهب عمليات معقدة لفصل المعدن عن خاماته. توجد طريقتان رئيسيتان للحصول على الذهب من الطبيعة: التعدين (استخراج خام الذهب من المناجم) واستخلاص الذهب من الرواسب الغرينية.

في الماضي، اعتمد المنقبون الأوائل على طرق بدائية مثل غربلة التراب النهري بحثًا عن حبيبات أو شذرات الذهب في مجاري الأنهار والوديان. تستغل هذه الطريقة البسيطة حقيقة أن كثافة الذهب العالية تجعل حبيباته تتركز في قاع أحواض الماء عند غسل الطمي. ورغم أن طريقة الغربلة قد تكشف عن بعض قطع الذهب (خصوصًا في المناطق ذات الرواسب الغنية)، إلا أن مردودها قليل جدًا وتستخدم اليوم كهواية أكثر من كونها وسيلة إنتاج تجارية.

في العصر الحديث يتم الحصول على معظم الذهب عبر التعدين الصناعي سواءً من المناجم السطحية (المفتوحة) أو المناجم العميقة تحت الأرض، وذلك بحسب موقع الخام وكميته. تبدأ عملية التعدين بالبحث الجيولوجي عن أماكن وجود خامات الذهب بكميات مجدية اقتصاديًا.

عند التأكد من وجود ترسبات كافية، تُنشأ مناجم لاستخراج الصخور الحاملة للذهب. عادةً ما تحتوي خامات الذهب على تراكيز منخفضة جدًا من المعدن الثمين (قد تكون بضع غرامات في الطن الواحد من الخام)، لذا يجب طحن أطنان من الصخر للحصول على كمية قليلة من الذهب.

بعد التعدين واستخراج الخام يتم نقل الصخور المكسّرة إلى معامل معالجة لاستخراج الذهب منها بأساليب كيميائية أو حرارية. من أكثر الطرق شيوعًا في الصناعة حديثًا طريقة السيانيد (تسمى أيضًا طريقة MacArthur-Forrest) والتي طُوّرت في أواخر القرن التاسع عشر.

تقوم هذه الطريقة على معالجة خام الذهب المطحون بمحلول سيانيد الصوديوم بوجود الأكسجين، فيذوب الذهب في المحلول مكوّنًا مركب سيانيد الذهب القابل للذوبان. بعد ذلك يُفصل المحلول الذهبي عن الراسب، ويُضاف مسحوق الزنك إلى المحلول فتحدث تفاعلات ترسيب يسترجع منها الذهب على هيئة مسحوق أو وحل بني اللون.

يُجمع هذا الراسب الذي يحتوي على الذهب ومن ثم يُنقى ويُصهر للحصول على ذهب شبه نقي. هناك أيضًا طريقة قديمة تُستخدم على نطاق ضيق تُسمى طريقة الملغمة تعتمد على خلط الخام المعدني بالزئبق حيث يذوب الذهب في الزئبق مكوّنًا ملغمة، ثم بتسخين الملغمة يتبخر الزئبق تاركًا وراءه الذهب النقي. إلا أن هذه الطريقة تقلص استعمالها كثيرًا بسبب سمّية الزئبق وخطورتها البيئية.

بعد الحصول على الذهب الخام الناتج من عمليات الاستخراج الأولية، غالبًا ما تكون هناك حاجة إلى تنقية إضافية (تكرير) لرفع درجة نقاء الذهب إلى المستويات المطلوبة تجاريًا (مثل 99.99% للسبائك الاستثمارية). من أشهر عمليات التنقية الصناعية: عملية ميلر وعملية ووهلفل. تعتمد عملية ميلر على ضخ غاز الكلور عبر الذهب المصهور؛ حيث تتفاعل الشوائب المعدنية (مثل الفضة أو النحاس) مع الكلور مكوّنة كلوريدات تتطاير أو يمكن فصلها، مما يترك الذهب أكثر نقاءً (حوالي 99.5%).

أما عملية ووهلفل (Wohlwill) فتعتمد على التحليل الكهربائي؛ حيث يُستخدم قطب من الذهب غير النقي ويتم إذابته كهربائيًا وترسيب الذهب بدرجة نقاء عالية جدًا تصل إلى 99.99%. تمتاز طريقة ووهلفل بنقاوة أعلى للمنتج النهائي ولكنها أكثر تعقيدًا وكلفة، لذا تُستخدم عادةً للكميات الأقل أو للحصول على أعلى درجات النقاء. بالإضافة لذلك، يمكن تنقية الذهب بطرق كيميائية أخرى على نطاق ضيق مثل إذابته في الماء الملكي ثم ترسيبه أو باستخدام الفرن الحراري لفصل الشوائب.

بعد مرحلة التنقية النهائية، يُصبّ الذهب المُنقى في قوالب سبائكية أو قوالب عملات حسب الغرض من الاستخدام. والنتيجة هي ذهب جاهز للاستخدام سواء في الصناعات أو الأسواق المالية بنسبة نقاء مرتفعة للغاية.

عيارات الذهب 24، 22، 21، 18 ومعنى نقاء كل منها

يعبَّر عن نقاء الذهب المستخدم في المصوغات بوحدة القيراط (عيار الذهب). والقيراط عبارة عن مقياس يقسم المعدن إلى 24 جزءًا، بحيث أن الرقم 24 يُعبّر عن الذهب الخالص الصافي بنسبة 100% أو ما يقاربها. على هذا الأساس فإن عيار 24 قيراط يعني أن المعدن مكوّن بالكامل من الذهب دون أية إضافة أخرى (24 جزءًا من 24 ذهب)، أي بنسبة نقاء حوالى 99.9%.

وكلما قل رقم العيار دلّ ذلك على انخفاض نسبة الذهب الخالص في السبيكة مقابل ارتفاع نسبة المعادن الأخرى المضافة (مثل النحاس أو الفضة أو غيرها). فيما يلي توضيح لمعنى العيارات الشائعة للذهب وما يقابلها تقريبًا كنسبة مئوية للذهب الخالص في السبيكة:

  • ذهب عيار 22: تكون السبيكة مكوّنة من 22 جزءًا من الذهب مع جزئين من معادن أخرى (22/24 من الذهب)، وهذا يعادل نسبة ذهب تقارب 91.7%. هذا العيار شائع في بعض العملات الذهبية وفي مجوهرات مناطق كالهند والشرق الأوسط حيث يوازن بين نقاء مرتفع وصلابة مقبولة.
  • ذهب عيار 21: يحتوي على 21 جزءًا من الذهب مقابل 3 أجزاء من المعادن الأخرى (21 من 24)، أي بنسبة ذهب تقارب 87.5%. يُعد العيار 21 الأكثر انتشارًا في كثير من البلدان العربية لصناعة الحليّ التقليدية، لأنه يجمع بين بريق الذهب الواضح وصلابة أعلى من العيارات الأعلى.
  • ذهب عيار 18: يتكون من 18 جزء ذهب و6 أجزاء من معادن أخرى (مثل النحاس أو الفضة)، بنسبة ذهب تعادل 75% تقريبًا من وزن السبيكة. عيار 18 شائع جدًا في صناعة المجوهرات الحديثة عالميًا، نظرًا لما يوفره من متانة أعلى (بسبب نسبة المعادن المضافة) مع احتفاظه بلون وبريق ذهبي مرضي. كما أن قابلية الذهب عيار 18 للتشكيل ممتازة مما يجعله مناسبًا لتصميم المجوهرات المعقدة المرصعة بالأحجار الكريمة، إضافة لكون تكلفته أقل من العيارات الأعلى.
  • ذهب عيار 24: وهو كما أسلفنا الذهب الصافي بنسبة نقاء 99.9%. عمليًا نادرًا ما تُصنع المجوهرات من عيار 24 لأنه لين جدًا، وعوضًا عن ذلك يقتصر هذا العيار غالبًا على سبائك الذهب الاستثمارية (مثل السبائك والعملات) أو للاستخدام في الأغراض التقنية الخاصة. الذهب عيار 24 له لون أصفر غنيّ ولمعان شديد، لكنه عرضة للخدش والانبعاج إن لم يُخلط معه معدن آخر يزيد من صلابته.

من الجدير بالذكر أنه توجد أيضًا عيارات أخرى أقل انتشارًا في بعض البلدان مثل عيار 14 قيراط (نسبة الذهب فيه حوالي 58.5%) أو عيار 10 قيراط (~41.7% ذهب)، وهي تستخدم خاصة في الولايات المتحدة وبعض الأسواق لانخفاض تكلفتها وارتفاع صلابتها.

لكن العيارات دون 14 قيراط تفقد قدرًا كبيرًا من خواص الذهب الفريدة كاللون والتألق، بل إن بعض الدول لا تعتبر المشغولات أقل من 14 أو 12 قيراط من الذهب الحقيقي. عمومًا كلما ارتفع عيار الذهب زادت قيمته وبريقه لكنه يصبح أكثر ليونة، وبالمقابل انخفاض العيار يعني ذهبًا أقل في السبيكة لكنه أصلب ومتين أكثر وأرخص سعرًا.

لذلك يتم اختيار عيار الذهب في المصوغات بناءً على التوازن المطلوب بين الجمال والقيمة من جهة والمتانة وتحمل الاستخدام اليومي من جهة أخرى.