الذهب يتجه نحو 3400 دولار مع حذر الدولار الأمريكي قبيل قرار الفيدرالي
توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي قد تطغى على المخاوف الجيوسياسية إذا أشار المسؤولون إلى استمرار الأسعار المرتفعة لفترة أطول
الاضطرابات المستمرة بين إسرائيل وإيران تدعم الطلب على الملاذات الآمنة، مما يعزز سعر الذهب (XAU/USD)
حافظ الذهب (XAU/USD) على استقراره بالقرب من 3392 دولارًا يوم الأربعاء، بدعم من التوترات الجيوسياسية المستمرة وحذر المستثمرين قبيل قرار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
في وقت كتابة هذا التقرير، يتداول الذهب عند مستوى أقل بقليل من 3400 دولار، مع تحرك الأسعار ضمن نطاق ضيق في انتظار توجيهات جديدة من الفيدرالي.
تشير الأرقام الاقتصادية الصادرة في الجلسة المبكرة إلى تباطؤ في زخم النمو الأمريكي. حيث انخفضت بدايات البناء في مايو بنسبة 9.8% إلى 1.256 مليون وحدة، متخلفة عن التوقعات، بينما سجلت مطالبات البطالة الأولية 245 ألفًا. واستقرت المطالبات المستمرة عند 1.945 مليون، مما يشير إلى تبريد تدريجي لسوق العمل. وتعزز هذه البيانات مجتمعة الحجة لتبني الفيدرالي نهجًا حذرًا في السياسة النقدية.
يركز المتداولون الآن على توقعات أسعار الفائدة للفيدرالي، والتحديثات للتوقعات الاقتصادية، ولهجة رئيس الفيدرالي جيروم باول.
وفقًا لأداة CME FedWatch، يتوقع المحللون أن يحافظ الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، مع بقائها في نطاق 4.25%-4.50% خلال الاجتماعين المقبلين، مع وجود فرصة بنسبة 58% لخفض الأسعار في سبتمبر.
سيُظهر ملخص التوقعات الاقتصادية (SEP) و”نقاط مسار الفائدة” المحدثة كيف ينظر صانعو السياسة إلى التضخم والنمو والمسار المحتمل لأسعار الفائدة خلال العام الحالي. وسيراقب المستثمرون عن كثب أي تغييرات في توقعات التضخم وأسعار الفائدة، حيث ستشكل هذه العوامل التوقعات حول خفض محتمل للأسعار.
ستكون لهجة باول خلال المؤتمر الصحفي حاسمة، خاصة تعليقاته حول البيانات الأخيرة والمخاطر العالمية، وما إذا كانت السياسة الحالية لا تزال مناسبة. قد تؤدي الإشارات الانسيابية (الدوفيش) إلى إضعاف الدولار الأمريكي ودعم الذهب، بينما قد تعزز اللهجة الصقورية (الهوكيش) الدولار وتضغط على الذهب.
نقاط محركة للسوق اليوم: التوترات الجيوسياسية وتوقعات الفيدرالي تحفز الطلب على الذهب
تلعب سياسة الاحتياطي الفيدرالي دورًا محوريًا في تشكيل تكاليف الاقتراض ومشاعر المستثمرين وحركة العملات.
أي تعديل في النبرة أو التوقعات، خاصة تلك المتعلقة بتوقعات أسعار الفائدة، يمكن أن يؤثر مباشرة على الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.
خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي أو الجيوسياسي، يستفيد الذهب عادةً من كونه ملاذًا آمنًا ذا قيمة جوهرية وخلوّه من مخاطر الطرف المقابل.
وقد تم تعزيز هذا الدور بشكل أكبر بسبب الطلب المتزايد من البنوك المركزية: وفقًا لمسح مجلس الذهب العالمي 2025 لاحتياطيات الذهب بالبنوك المركزية، قامت المؤسسات بشراء أكثر من 1000 طن من الذهب سنويًا على مدى السنوات الثلاث الماضية – أي أكثر من ضعف متوسط العقد السابق.
تم دعم تدفقات الملاذ الآمن بشكل أكبر بسبب التوترات الجيوسياسية الجديدة التي أعقبت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يوم الثلاثاء، غادر ترامب قمة مجموعة السبع في كندا مبكرًا للقاء فريقه للأمن القومي في واشنطن، وسط تكهنات متزايدة حول احتمال تدخل الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي-الإيراني.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين كبار قولهم إنه بينما “كان الضرب مجرد أحد الخيارات التي تم مناقشتها”، لم يتم التوصل إلى قرار نهائي.
على منصة تروث سوشيال، أكد ترامب قائلاً: “لدينا الآن سيطرة كاملة ومطلقة على المجال الجوي فوق إيران”، مؤكدًا دعوته لـ”استسلام إيران غير المشروط” ورافضًا فكرة وقف إطلاق النار، داعيًا بدلاً من ذلك إلى “إنهاء حقيقي” للطموحات النووية لطهران.
هذه التطورات رفعت علاوات المخاطر الجيوسياسية وعززت دور الذهب كتحوط استراتيجي في ظل ظروف السوق المتقلبة.
التحليل الفني للذهب: المشترون يدافعون عن مستوى الدعم قبل قرار الفيدرالي مستهدفين 3400 دولار
يتداول الذهب (XAU/USD) عند مستويات أعلى قليلاً بالقرب من 3392 دولارًا، محافظًا على تداوله فوق مستوى تصحيح فيبوناتشي الرئيسي 23.6% عند 3371.90 دولار، والذي تم رسمه من أدنى مستوى في أبريل إلى أعلى مستوى في أبريل.
تتحرك الأسعار في نطاق جانبي أسفل الحاجز النفسي عند 3400 دولار، حيث يتخذ المتداولون مراكزهم بحذر قبل قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة والتحديثات المتوقعة للتوقعات الاقتصادية.
يظل الاتجاه الصاعد العام سليمًا، حيث يتداول الذهب بأريحية فوق المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يومًا عند 3347 دولارًا والمتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا عند 3308 دولارًا، وكلاهما في اتجاه صاعد.
الذهب (XAU/USD) الرسم البياني اليومي
إغلاق يومي فوق مستوى 3400 دولار قد يفتح الباب أمام إعادة اختبار منطقة المقاومة 3439-3452 دولار، والتي حدّت من الصعود هذا الأسبوع.
من ناحية الهبوط، فإن كسر مستوى 3371 دولار قد يعرّض الدعم عند 3347 دولار (المتوسط المتحرك لـ20 يومًا) للاختبار، يليه مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2% عند 3292 دولار، المتوافق مع مستويات دعم سابقة.
مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 57 حاليًا، مما يشير إلى زخم صاعد مستقر دون الوصول إلى مناطق التشبع الشرائي.
إذا جاء قرار الفيدرالي مفاجئًا بتوجه متساهل (دوفش)، فقد يدفع الذهب صعودًا نحو القمم الأخيرة، بينما الميل المتشدد (هاوكيش) قد يدفع السعر للتراجع نحو مستويات الدعم الفنية الرئيسية.