ارتد سعر الذهب (XAU/USD) من أدنى مستوى في أسبوع خلال التداولات الأوروبية ليستقر حول منطقة 2366-2367 دولار، دون تغير يذكر على أساس يومي وسط إشارات أساسية متضاربة. جاء تعافي الدولار الأمريكي مدعوماً بتشديد الاحتياطي الفيدرالي (Fed) يوم الأربعاء، مما ضغط على المعدن الأصفر غير المُدر للعائد. ومع ذلك، ساهمت مجموعة من العوامل في الحد من المزيد من الانخفاض.
ظل معنويات السوق العالمية هشة بسبب استمرار مخاوف التجارة وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن. هذا الواقع يحتم الحذر قبل التوجه نحو رهانات هبوطية قوية، خاصة في ظل غياب بيانات اقتصادية مؤثرة من الولايات المتحدة، وذلك بعد تراجع الذهب من أعلى مستوى في شهرين الذي سجله يوم الاثنين.
تحديثات يومية لحركة السوق: سعر الذهب يستمد دعماً من شراء الملاذ الآمن المستمر
اجتماع البيت الأبيض يناقش تصعيد إسرائيل-إيران بينما تلوح حرب شاملة في الأفق
عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا في غرفة العمليات يوم الأربعاء لمناقشة الخيارات المتعلقة بالتصعيد بين إسرائيل وإيران. وتشير تقارير إعلامية إلى أن ترامب وافق على خطط هجومية محتملة، لكنه يريد التأكد من ضرورتها وتجنب جر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة في الشرق الأوسط.
تحذيرات عسكرية وإخلاء مدني.. المخاطر تتصاعد
مع دخول الصراع الإسرائيلي-الإيراني يومه السابع، حذر جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF) سكان مدينتي أراك وخونداب في وسط إيران من إخلاء منازلهم لأسباب أمنية، مشيرًا إلى عملياته ضد البنية التحتية العسكرية الإيرانية. هذه التطورات تزيد مخاطر حرب إقليمية شاملة وتثقل كاهل معنويات المستثمرين.
رسوم جمركية جديدة وصدمات للأسواق
في سياق متصل، أعلن ترامب هذا الأسبوع عن نيته فرض رسوم جمركية على قطاع الأدوية قريبًا، مما يضيف طبقة جديدة من عدم اليقين قبيل موعد 9 يوليو المحدد لفرض رسوم متبادلة أعلى بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. هذه العوامل تدعم سعر الذهب كملاذ آمن، رغم أن تعافي الدولار الأمريكي حديثًا يحد من مكاسبه الكبيرة.
الاحتياطي الفيدرالي يحافظ على سعر الفائدة مع تحذيرات من تضخم مستمر
كما كان متوقعًا على نطاق واسع، أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير، معربًا عن قلقه من أن الرسوم الجمركية قد تدفع أسعار المستهلكين إلى الارتفاع. وتوقع “الرسم البياني للنقاط” خفضين لأسعار الفائدة بحلول نهاية 2025، مع توقع خفض واحد فقط بنسبة 25 نقطة أساس في كل من عامي 2026 و2027.
انقسام واضح.. 7 من صانعي السياسة يرفضون أي خفض للفائدة في 2024
أظهرت المناقشات انقسامًا واضحًا بين أعضاء اللجنة، حيث عارض 7 من أصل 19 مسؤولًا أي خفض لأسعار الفائدة هذا العام (مقارنة بـ4 في مارس)، محذرين من استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة قد تصل إلى 3% بنهاية العام. هذه التوقعات تدعم تعافي الدولار من أدنى مستوى في 3 سنوات وتحد من صعود الذهب.
أسواق هادئة بسبب عطلة “جونتينث”.. الذهب تحت رحمة الدولار
ستغلق البنوك الأمريكية أبوابها يوم الخميس احتفالًا بعيد “جونتينث” الوطني، مما قد يؤدي إلى انخفاض السيولة وتقلبات غير منتظمة في الأسواق. مع عدم وجود بيانات اقتصادية أمريكية مهمة متوقعة، يبقى سعر الذهب (XAU/USD) تحت تأثير تحركات الدولار ومزاج المخاطرة العالمي.
الذهب يصمد عند مستويات الدعم ويُسجل ارتداداً من قناة الاتجاه الصاعد بالقرب من 2345 دولار

من الناحية الفنية، يشكل تكوين قناة صاعدة إشارة إلى وجود اتجاه صاعد واضح على المدى القصير، مما يعزز موقف المتداولين الصاعدين. بالإضافة إلى ذلك، تشير المؤشرات الفنية الإيجابية على الرسم البياني اليومي إلى أن أي انخفاض خلال اليوم من المرجح أن يشهد شراءً، وسيبقى محدودًا بالقرب من منطقة 3345 دولار، أو الحد الأدنى لقناة الاتجاه.
وفي حال حدث اختراق حاسم لهذا المستوى، فإنه سيلغي أي نظرة إيجابية على المدى القريب، ويعرض سعر الذهب لخطر استمرار الانخفاض التصحيحي لهذا الأسبوع بعد تراجعه من أعلى مستوى في شهرين تقريبًا.
على الجانب الآخر، يبدو أن مستوى 3400 دولار قد أصبح الآن حاجزًا قويًا ومباشرًا، وفي حال تجاوزه، فقد يرتفع زوج الذهب مقابل الدولار إلى منطقة 3434-3435 دولار. وفي حال استمرار الشراء، مما يؤدي إلى قوة إضافية تتجاوز منطقة 3451-3452 دولار، أو أعلى مستوى في شهرين تقريبًا الذي تم لمسه يوم الاثنين، فسيمكن سعر الذهب من اختبار القمة القياسية حول المستوى النفسي البالغ 3500 دولار.
يتزامن هذا المستوى مع حاجز القناة الصاعدة، وفي حال تم تجاوزه، فسيعتبر ذلك محفزًا جديدًا للمتداولين الصاعدين.